ما قاله الرحالة صاحب جريدة * السفير * السيد عبد الرحمن شرف التي كانت تصدر في الإسكندرية تحت عنوان رحلته في (الشرق المجهول) بعددها المرقم 30 والمؤرخ 18 ديسمبر سنة 1928 لم يكن في (مدينة النجف) خلال بسط النفوذ التركي عليها رغم جودة هوائها وحسن مناخها أي أثر من آثار الحضارة والعمران وكلما تمتاز به هذه (المدينة) المقدسة هو وجود ضريح الإمام علي بن أبي طالب فيها وقد عني بتشييد هذا الضريح وتنسيقه وزخرفته في صورة تبهر الألباب وتسبي العقول أشهر مشاهير مهندسي الفرس وكان ذلك تحت إشراف ملوك إيران وأمراء الهند وعظمائهم ولقد زاد في جمال ذلك البناء الفخم بعض سلاطين آل عثمان وحكام العراق أما الضريح فقائم في مقصورة مربعة طول كل منها ثلاثة أذرع بوجه التقريب على ما أذكر وهكذا ارتفاعه. وهذه المقصورة تعلوها قبة شاهقة عظيمة يزين سقفها نقوش هندسية بديعة، وآيات من الكتاب العزيز وأحاديث نبوية تختص بآل البيت وكلها محلى بالذهب الأبريز ولهذه القبة من الخارج شكل قلما يوجد له نضير بين قباب الأضرحة والمساجد أيضا في العالم كله، إذ أنها مكسوة بطبقة نحاسية تعلوها طبقة ثانية من
(٥٧)