مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٦٣
يشرطها ملك مصر والله أعلم، وأن الغريين بظاهر الكوفة بناهما المنذر ابن امرئ القيس بن ماء السماء وكان السبب في ذلك أنه كان له نديمان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن نظلة والآخر عمر بن مسعود ثملا فراجعا الملك ليلة في بعض كلامه فأمر وهو سكران فحفر لهما حفيرتان في ظهر الكوفة ودفنهما حيين فلما أصبح استدعاهما فأخبر بالذي أمضاه فيهما فغمه ذلك وقصد حفرتهما وأمر ببناء طربالين عليهما وهما صومعتان ، فقال المنذر ما أنا بملك إن خالف الناس أمري لا يمر أحد من وفود إلا بينهما وجعل في السنة يوم بؤس ويوم نعيم يذبح في يوم بؤسه كل من يلقاه ويغري بدمه الطربالين فإن رفعت له الوحش طلبتها الخيل وإن رفع طائر أرسل عليه الجوارح حتى يذبح ما يعن ويطليان بدمه ولبث بذلك برهة من دهره وسمى أحد اليومين يوم البؤس وهو اليوم الذي يقتل فيه ما ظهر له من إنسان وغيره وسمى الآخر يوم النعيم يحسن فيه إلى كل من يلقى من الناس ويحملهم ويخلع عليهم فخرج يوما من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر وقد جاء ممتدحا فلما نظر إليه قال هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد فقال عبيد أتتك بحائن رجلاه فأرسلها مثلا فقال له المنذر أو أجل قد بلغ أناه، فقال - رجل ممن كان معه أبيت اللعن أتركه فإني أظن أن عنده من حسن القريض أفضل ما تريد من قتله فاسمع حسنا فاستزده وإن كان
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»