مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٢٦
الفقهاء الأربعة، وأما فقه الشيعة فرجوعه إليه ظاهر وأيضا فإن فقهاء الصحابة كانوا عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وكلاهما أخذا عن علي (ع) أما ابن عباس فظاهر وأما عمر فقد عرف كل أحد رجوعه إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة.
ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه أخذ ومنه فرع وإذا رجعت إلى كتب التفسير لعلمت صحت ذلك.
ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوف وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون وعنده يقفون.
ومن العلوم علم النحو والعربية وقد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه وأنشأه وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله من جملتها الكلام كله ثلاثة أشياء اسم وفعل وحرف ومن جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم وهذا يكاد يلحق بالمعجزات لأن القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر ولا تنهض بهذا الاستنباط. وإن رجعت إلى الخصائص الخلقية والفضائل النفسانية والدينية وجدته ابن جلاها وطلاع ثناياها، أما الشجاعة فإنه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ومن اسم من يأتي بعده. ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز أحد إلا قتله ولا ضرب
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»