الخزاعي، من أبناء القرن الثاني الهجري، ومن أبناء القرن الرابع، الشريف الرضي، والحسين بن الحجاج القائل: - يا صاحب القبة البيضا على النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شفي 9 - دفن أمير المؤمنين (ع) (1) ليلا من حيث يخفى ولم يطلع عليه أحد سوى أولاده وخواصه ولم يحصل له تشييع أصلا كل هذا مما أطبق عليه التأريخ فإن قلت له الوجه في ذلك مع أنه كان سيد المسلمين وأمير المؤمنين فهو الأحق بالتشييع والتبجيل قلت كان ذلك فرارا عن تعرض أعدائه بنبش قبره من الخوارج والأمويين ولا زال خفيا مستورا في جميع الأدوار الأموية إلى أن ظهر في زمن الرشيد بل قبله على يد داود العباسي فانظر أيها المنصف البصير إلى هذه الظلامة وكفى بها دليلا قاطعا على شدة ابتلائه حيا وميتا وانظر إلى أعدائه الذين تسموا بالمسلمين كيف بلغ بهم عنادهم ونصبهم إلى هذا لعمري هذا أكبر دليلا على كفرهم هذا وقد اتضح موضع قبره الآن في النجف من ذلك الزمان ثم لا زال مشيدا على أيدي الملوك والأكابر من بعده وقد كتب علماؤنا في إثباته بل اعتراف ابن أبي الحديد المعتزلي بذلك قائلا أن الأبناء أعرف بقبور آبائهم وقد زاره أولاده هناك وبالجملة قد ظهر قبره كظهور الشمس في رائعة النهار وله الحمد.
(١٧١)