مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ١٧٣
ولا مبالغة ممن يدعي أن تربة الغري استحالت من أدمغة ملوك وأمراء وعظماء وعلماء: ومثل هذا الاهتمام لا يحصل عادة إلا عن اعتقادهم الصميم بأن الضريح الملموس والمشهد المحسوس هما الإمام الكل في الكل علي بن أبي طالب (ع).
12 - إن اهتمام الشيعة (1) بدفن موتاهم من ملوك وعرفاء وعلماء ووزراء حول ضريح سيدنا علي (ع) منذ بدء أمره في القرون السالفة الأولى لأوضح شاهد على اعتقادهم بصحة مثوى الإمام هناك فقد أوصى عضد الدولة البويهي أن يدفن بجانب رجلي الإمام وقد ظهر للعيان قبره في زماننا حوالي سنة 1315 ه‍ وعليه صخرة منقوش عليها آية (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) ومرسوم بعد ذلك اسم " فنا خسرو عضد الدولة " والتصريح بمدفنه ومن حواليه قبور بني بويه وكذلك فخر الملك، قد أوصى نائب الدولة عميد الجيوش الحسن بن سهلان المتوفى سنة 406 أن يدفن بالغري كما في حوادث هذه السنة عن كامل ابن الأثير وغير هؤلاء من ملوك مصر ووزرائهم الفاطميين والأشراف من بني علي الحسنيين والحسينيين وأمراء الهند وملوك إيران حتى مثل السلطان الفاتح " تيمور لنك " والأمراء من عائلته، ومثل آقا خان المحلاتي زعيم الإسماعيلية المتوفى سنة 1298 وفتح علي شاه القاجاري ملك إيران الشهير،

(1) مجلة الاعتدال
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»