وعلى ما تقدم فقد تكتل شيعة علي (ع) مع بعضه وأصبحوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، شعارهم المحافظة على أصول الدين كما جاء بذلك القرآن المجيد وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والموالاة لآل بيته الكرام والتمسك بمبادئ إمامهم الأعظم أمير المؤمنين (ع) والاحتفاظ بمرقد عميدهم الأكبر وعدم إباحة سر إخفائه غير أن الأئمة من ولد الإمام علي (ع) وشيعتهم الخلص كانوا يقصدون القبر سرا للتبرك به وأداء مراسيم الزيارة هناك.
وبعد حادثة وفاة الحسن (ع) عندما دس له السم معاوية بن أبي سفيان بالواسطة، وحادثة قتل الحسين (ع) في عهد يزيد، انقاد الشيعة إلى رئيسهم الإمام علي بن الحسين (ع) الملقب بالسجاد لكثرة عبادته. وعلى هذا فالسجاد (ع) قد أخبر عن موضع قبر جده العظيم الخلص من الشيعة ومن يعتمد عليه من الموالين له، وأصبح سرا مخفيا بين القلوب مضافا إلى ذلك فقد كان عليه السلام يزور القبر الشريف مختفيا بين حين وآخر وبعد إتمام مراسيم الزيارة كان عليه السلام يقيم ليلته في النجف ويغادر المكان صباحا.
ويوجد في محلة العمارة من جهة غروب الشمس مقام مشهور يعرف الآن بمقام الإمام زين العابدين (ع) ويروى بأن السجاد (ع) كانت إقامته في هذا المقام أثناء زيارته لمرقد جده الإمام الأعظم (ع)