المهمة، والتعويل على أخبار الثقاة والمعروفين بالصدق وغاية المؤرخ إيضاح القضايا الغامضة، والدفاع عن الحقائق الراهنة لتكون عبرة ينتقل بها المتطلع من حقيقة إلى حقيقة ومن عظمة إلى عظمة.
أما التسامح بالنقل وحشو الأسطر بالأساطير والتعويل على أخبار المجاهيل والنكرات فهي ذنوب في شريعة التأريخ لا تغتفر وسيئات لا تكفر...
ومما جاء في الكتاب المذكور - من هذا القبيل - نقله اختلافات الرواة في مدفن الإمام علي (ع) ذلك الأمر الذي لا يقبل الإرتياب حسب ما نورده من الشواهد من أحاديث الثقاة وأقوال الأئمة الهداة في إثبات مدفنه (ع) وتعليل الاختلاف الحادث في شأنه ونقنع من هاتيك الشواهد بما يأتي: - 1 - لقد سبقني في الجواب عن هذا الأمر وسبقكم إلى السؤال عنه رجال من السلف لما عثروا على تأريخ الخطيب وما جمع فيه من هنا وهناك عن أفواه غير مسؤولة... فقد قال عز الدين عبد الحميد الكاتب المدائني المتوفى سنة 655: - " سألت بعض من أثق به من عقلاء شيوخ أهل الكوفة عما ذكره الخطيب أبو بكر في تأريخه أن قوما يقولون إن القبر الذي تزوره الشيعة إلى جانب الغري هو قبر المغيرة بن شعبة فقال - غلطوا في ذلك،