مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ١٥٧
عليهم السلام بالنظر لزوال الأسباب التي أدت في وقتها إلى إخفاء المرقد المقدس مدة من الزمن.
ولو رجعنا إلى أنفسنا هنيأة، وحكمنا المنطق لزالت عنا جميع الشكوك والشبهات المبثوثة قديما من قبل أناس عرفوا بانحرافهم عن الإمام (ع) وكان قصدهم بث الشكوك لتضليل المسلمين ولأن يخفوا أثر الإمام فيميتوا ذكره، لما يضمرون من العداء الشديد للإمام (ع) وأن يفرقوا كلمة المسلمين ليس إلا.
ولو تصفحنا التواريخ القديمة بنظرة خاطفة، لتحقق لدينا شدة ما قاسى آل بيت محمد (ص) من الاضطهاد، والتقتيل والتشريد بين الآفاق.
ولو سلمنا واعترفنا بالأمر الواقع بأن ما حدث ناتج عن التطاحن على كرسي الحكم حسب مزاعمهم، لرجعنا إليهم طالبين إثبات ما يبرز ذلك، لأن القوم لا يقصدون الحكم فقط، وإنما كان قصدهم من اضطهادهم هذا، هو أن يمحوا ذكر نبينا الكريم (ص) من الحياة باستئصال آل بيته (ع) وتقتيلهم، كما حدث في معركة الطف وغيرها، وكما أن الأعمال التي قام بها معاوية وأحفاده مما تقشعر لها الأبدان لأن فيها خروجا على الحقوق الإنسانية.
ولو رضينا بكل ما حدث فكيف نرضى بالأخبار المدسوسة في الكتب التأريخية المؤلفة على لسان النابين والمراد بها إخفاء قبر الإمام عن
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»