قبل بني أمية، ففي ليلة الجمعة الثالثة من صفر سنة 121 ه رمي زيد بسهم من قبل راشد مملوك يوسف بن عمر وقد أصاب السهم جبهة زيد رضوان الله عليه وجاؤا به أصحابه وأدخلوه بيت حران بن كريمة مولى لبعض العرب في سكة البريد (1) في دور " أرحب وشاكر " وجاؤا بطبيب يقال له شقير - وفي مقاتل أبي الفرج، اسمه سفيان - فقال له الطبيب: إ ن نزعته من رأسك مت، فقال الموت أهون علي مما أنا فيه، فأخذ الكلبتين فانتزعه، وقد توفي رضوان الله عليه ساعة انتزاع السهم وكان عمره يوم قتل اثنتين وأربعين سنة (2) ودفن في بستان رجل يقال له زائدة (3) ووضعوا عليه الحشيش وأجروا عليه الماء.
وبعد أن استبان للوالي يوسف بن عمر موضع دفنه بعد أن نقب عليه كثيرا بعث العباس بن سعيد المزني فنبشوا القبر وأخرجوا الجثمان الطاهر وحملوه على جمل وكان عليه قميص هروي فألقي على باب القصر فخر كأنه جبل فأمر يوسف بن عمر بقطع رأسه: وفي حديث أبي مخنف قطع رأسه ابن الحكم بن الصلت فإن الحكم بن الصلت بعث ابنه وصاحب الشرطة العباس بن سعيد المزني لاستخراج جثة زيد فكره العباس أن يغلب ابن الحكم عليه فتركه وسرح الحجاج بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل