بشيرا إلى يوسف بن عمر.
ثم صلب جسد زيد منكوسا (1) بسوق الكناسة (2) وبقي مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا، حتى اتخذته الفاختة وكرا (3) قيل سنة وأشهرا، وقيل ثلاث سنين، وقيل أربع سنين، وقيل خمس سنين، وقيل ست سنين، ثم أمر هشام بإحراقه، وقيل أن الذي أمر بإحراقه الوليد بن يزيد بن عبد الملك عند ظهور يحيى بن زيد سنة 125 كتب إلى يوسف بن عمر: إذا أتاك كتابي فأنزل عجل أهل العراق، وانسفه في اليم نسفا، فلما وقف على الكتاب أمر خراش بن حوشب فأنزله من جذعه، وأحرقه بالنار، وجعله في قواصر، وحمله في سفينة، وذراه في الفرات، وفي حديث أبي حمزة الثمالي بعد أن أحرقه، دق عظمه بالهواوين، وذراه بالعريض من أسفل العاقول.
هذا غيض من فيض وإننا لم نتطرق إلى إباحة المدينة وهدم الكعبة والطف لأنها من الأمور التي يبقى أمامها القلم واجما واللسان متلعثما وكذلك لم نذكر من أعمال الخوارج شيئا لضيق المجال وإنما أردنا بهذه النبذ تبيان الحقيقة حول الأسباب التي أدت إلى إخفاء قبره الشريف لأنه سلام الله عليه كان يعلم بأن الأمر سيتولاه من بعده بنو أمية بالنظر لفقدان المقاييس وتغلب