مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٤٦
المضطلع بأمر الرعية، الدافع عنهم الأمور السيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا " (1).
وهل يعقل أن تطلب فاطمة (عليها السلام) - وهي سيدة نساء أهل الجنة، مع طهارتها وعصمتها - شيئا ليس لها؟!
وهل تريد ظلم جميع المسلمين بأخذها أموالهم؟!
وهل يجوز لعلي أن يشهد لفاطمة بغير حق؟! أو يمكن تصور مخالفته للحق ورسول الله يقول: " علي مع الحق والحق مع علي " ويقول:
" اللهم أدر الحق معه حيث دار ".
وهل يجوز القول عن أم أيمن - المشهود لها بالجنة - أنها قد شهدت زورا؟!
نعم، إنا لا يمكننا أن نزكي أبا بكر والزهراء معا! إذ لو صدقنا أبا بكر في دعواه لصح ما تساءلناه عن الزهراء، وإن كان أبو بكر كاذبا فالزهراء صادقة لا محالة..
وهكذا الحال بالنسبة إلى أحاديث " من خرج على.. " أو " خالف.. " أو " لم يعرف " إمام زمانه مات ميتة الجاهلية، أو " من خرج من طاعة السلطان شبرا مات ميتة جاهلية " فنحن لو قبلنا هذه النصوص معتبرين أبا بكر هو إمام زمانه، للزم أن تكون الزهراء - سيدة النساء، المطهرة بنص القرآن - قد ماتت ميتة جاهلية!!!
وأما لو شككنا في كونه إمام ذلك العصر، لتخلف بعض الصحابة عنه

(١) شرح نهج البلاغة ٦ / 12، الإمامة والسياسة 1 / 29.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست