* (ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) * (1) أي: للرحمة، وهم آل محمد... " (2).
ونحن كنا قد فصلنا هاتين المقولتين في كتابنا منع تدوين الحديث ولا نحب المعاودة إليهما، فمن أراد المزيد فليراجع ذلك الكتاب.
فهذه النصوص أوقفتك على ملابسات بعض الأمور، ومن هم وراء نسبة الأحاديث إلى هذا أو ذاك، وأن إنكار حجية السنة النبوية، والتلاعب بالنصوص، وإدخال مفاهيم خارجة عن نطاق النصوص، لم يكن من قبل المستشرقين، أمثال جولد تسهير وجيم شاخت (3) فقط، بل سبقهم إليه الرعيل الأول من الصحابة، أمثال أبي بكر وعمر بقولهما: " بيننا وبينكم كتاب الله " و " حسبنا كتاب الله "، ومنعهم للتحديث والتدوين، وضربهم للصحابة عليه، وردعهم عن السؤال!
إن النزعة الداعية إلى الأخذ بالقرآن وترك تدوين الحديث عند الشيخين ومن ماشاهما، هي التي مهدت الطريق للشيخ محمد عبده (4) وأحمد أمين (5) وغلام أحمد پرويز (6) وغيرهم للقول بالاكتفاء بالقرآن عن السنة.