مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٥١
وقد تطرق في أغلب الأحيان للكليات، فمثلا: أمر الله سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة، ولم يبين لنا مقدارها، فإن كان الله سبحانه وتعالى يريد أن تصلي كما يصلون لذكره في آية واحدة، مثلا: صلوا الظهر والعصر والعشاء أربعا والفجر ركعتين والمغرب ثلاثا.
ولا يمكن القول بأن مثل هذا التفصيل يزيد في حجم القرآن، لأن القرآن الكريم كرر الأمر بإقامة الصلاة مرة أو مرتين، ثم تذكر التفصيلات لإقامة الصلاة بدلا عن التكرار، وكذلك الزكاة، وهلم جرا " (1).
وقالوا: " والخطأ الأساسي الذي وقع فيه المسلمون من بعد الخلافة الراشدة حتى الآن أنهم لم يفهموا الإسلام وروحه، إذ الإسلام نظام اجتماعي مبني على الشورى، فالقرآن يأمرنا بالأمور الكلية ويترك تفصيلها لمجلس الشورى للمسلمين الذي يقرر طريقة الصلاة ونسبة الزكاة حسب الزمان والمكان.
وهذا ما فهمه أبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون (2)، فكانوا يستشيرون الصحابة، وحيث شعروا بالحاجة إلى الإضافة أضافوها، وإن لم يجدوا ضرورة للتغيير أبقوها.
ولو كانت سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا دائما لأعطانا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا مكتوبا جاهزا، وليس معنى * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * أطيعوا سنة الرسول بعد وفاته، لأن سنته لا تحمل في طياتها عنصر الديمومة والبقاء،

(1) دراسات في الحديث النبوي 1 / 33 عن مقام حديث: 65 - 66 والمنار م 9 / 517.
(2) ثبت ذلك عن الثلاثة، أما الإمام علي (عليه السلام) فكان أصلب الناس في معارضة هذا الفهم الخاطئ.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست