مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٤٤
وأما الأمر الرابع:
فلا يمكن لأحد أن ينكر مكانة علي والزهراء (عليهما السلام) العلمية، ولو تأملت في احتجاجاتهما لرأيت الحق معهما لا محالة، فمثلا نراهما يستدلان على أبي بكر - مضافا إلى ما سبق - بقاعدة اليد، وإن على المدعي [وهو أبو بكر] البينة، وعلى المنكر اليمين، وقد مر عليك حجة الإمام علي (عليه السلام) بقوله: " أخبرني لو كان في يد المسلمين شئ فادعيت أنا فيه، من كنت تسأل البينة؟!
قال: إياك كنت أسأل.
قال: فإذا كان في يدي شئ، فادعى فيه المسلمون، تسألني فيه البينة؟! فسكت أبو بكر... " (1).
وفي حديث آخر توجد زيادة: فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوه شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟! فسكت أبو بكر.
فقال عمر: يا علي! دعنا من كلامك، فإنا لا نقوى على حجتك، فإن أتيت بشهود عدول، وإلا فهو فئ للمسلمين، لا حق لك ولا لفاطمة فيه.
فقال علي: يا أبا بكر! تقرأ كتاب الله؟!
قال: نعم.
قال: أخبرني عن قوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * فينا نزلت أو في غيرنا؟!

(1) علل الشرائع: 190 - 192 ح 1.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست