مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٩٣
" أما والله ليعورن بنو أمية الإسلام... ثم ليعمينه " (1)، ثم يولي معاوية الشام ويمنحه لقب " كسرى العرب " (2).
وهذا الكلام نفسه يقال في اعتماد أبي بكر على المثنى بن حارثة الشيباني في حروبه، مع أن المثنى لا يساوي ولا أقل واحد من أكفاء أصحاب رسول الله، إيمانا وتقوى وسياسة وشجاعة، فلماذا التركيز على المثنى دون المقداد والزبير وغيرهما؟!
واضح أن هذا النمط من المنصوبين يخدم أهداف الخلفاء وبالشكل الذي يريدونه، بعكس أولئك الذين لا يرتضون ما يخالف سيرة النبي وسلوكه في كل الأمور!
بلى، إن هذه النظرة وأمثالها قد طرحت منذ أيام السقيفة - كما ستقف لاحقا في مكانة الشيخوخة وغيرها عليه - ثم استمرت في العهدين الأموي والعباسي، إذ جاء في أنساب الأشراف للبلاذري: إن الحسن بن علي كتب إلى معاوية يعلمه أن الناس قد بايعوه بعد أبيه، ويدعوه إلى طاعته، فكتب إليه معاوية في جواب ذلك يعلمه أنه لو كان يعلم إنه أقوم بالأمر، وأحفظ للناس، وأكيد للعدو، وأحوط على المسلمين، وأعلم بالسياسة، وأقوى على جمع المال منه، لأجابه إلى ما سأل، لأنه يراه لكل خير أهلا..
وقال له في كتابه: إن أمري وأمرك شبيه بأمر أبي بكر وأمركم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
للبحث صلة...

(١) الموفقيات: ٤٩٤، شرح نهج البلاغة ١٢ / ٨٢.
(٢) أنظر: تاريخ الطبري ٦ / ١٨٤، الإستيعاب ٣ / ٣٦٩ (ط جديدة).
(٣) أنساب الأشراف 3 / 208.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست