مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ١٠٨
وعلى هذا التعريف جرى بعضهم أيضا (1).
وصدر التعريف غير دقيق، إذ يرد عليه ما أورد على تعريف ابن الصلاح، لأن ما لا تجتمع فيه شروط أحد الثلاثة - وليكن الصحيح مثلا - لا يعني أن يكون بالضرورة ضعيفا، فالحسن، والموثق، والقوي، كلها لم تجتمع فيها شروط الصحيح أيضا، ولكن ما ذكر من قيود بعد صدر التعريف كافية في المقام.
ولهذا نرى السيد حسن الصدر اكتفى بتلك القيود في تعريف الحديث الضعيف، فقال: " وهو ما في سنده مذموم، أو فاسد العقيدة غير منصوص على ثقته، أو مجهول، وإن كان باقي رواته ممدوحين بالعدالة، لأن الحديث يتبع اعتبار أدنى رجاله... " (2).
ومن كل ما تقدم يعلم صحة ما ذكرناه آنفا، بأن الحديث الضعيف، هو ما فقد صفة أو أكثر من صفات القوة المشخصة في أدنى مراتب الحديث المعتبر، عند الفريقين.
أنواع الحديث الضعيف وتعاقب درجاته:
للحديث الضعيف أنواع متعددة، كالمرسل، والمنقطع، والمعضل، والمدلس، والمعلل، والمضطرب، والمقلوب، والشاذ، والمنكر، والمتروك، والموقوف، والمضمر، وغيرها كثير، فقد أوصلها ابن حبان البستي إلى تسعة وأربعين نوعا، قال العراقي:

(١) راجع: وصول الأخيار - للشيخ حسين بن عبد الصمد -: ٩٨، ومقباس الهداية - للمامقاني - ١ / ١٧٧ - ١٧٨.
(٢) نهاية الدراية: ٢٦٦ - 267.
(١٠٨)
مفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست