مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ١١٩
سادسا: الأخبار الغريبة:
الغريب لغة: الوحيد البعيد عن وطنه. وفي الحديث الشريف: " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء "، قال ابن منظور:
" أي: أنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان " (1).
أقول:
ومن هوان الدنيا أن يكون أعظم الغرباء وأكثرهم غربة فيها هو خامس أصحاب الكساء وسيد الشهداء الإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام).
وأما الكلام الغريب، فهو الغامض والبعيد عن الفهم والاستعمال.
والغرابة في الاصطلاح على نحوين، إذ تقع تارة في سند الخبر ومتنه، وحينئذ يعرف الخبر بأنه ما تفرد به راو واحد، وقد تكون الغرابة في إسناده لا متنه، كما لو عرف متن حديث عن جماعة من الصحابة، ولكن انفرد راو واحد بروايته عن صحابي آخر، ومنه قول الترمذي: غريب من هذا الوجه. ولا يوجد ما هو غريب متنا لا إسنادا بحسب اصطلاح العامة (2).

(١) لسان العرب ١ / ٦٣٨ - ٦٤٠ مادة " غرب ".
(٢) رسالة في أصول الحديث - للشريف الجرجاني -: 82، والمختصر في علم الأثر - للكافيجي -: 122، وما ورد في ذيل التعريف لا ينتقض ب‍: " غريب الحديث " الذي يعنى عادة باللفظ الغريب لغة، البعيد عن الاستعمال، فالمقصود بغريب الحديث ليس كالمقصود بالحديث الغريب اصطلاحا.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست