مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٧٢
وقد شرح المعين بن الأمين السندي في كتابه دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب كلام الشيح المتقدم بما لا غنى لذوي الفضل والتحقيق من الوقوف عليه.
هذا، وإن أريد عصمته عليه الصلاة والسلام في الأفعال، فإن ذلك حاصل له أيضا.
قال الإمام الحافظ الكنجي في البيان - في ذكر تقدم المهدي (عليه السلام) في الصلاة والجهاد على عيسى بن مريم (عليه السلام) -: هما قدوتان نبي وإمام، وإن كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما - وهو الإمام - يكون قدوة للنبي (عليه السلام) في تلك الحال، وليس فيهما من تأخذه في الله لومة لائم، وهما أيضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة، والمداهنة والرياء والنفاق، ولا يدعو الداعي لأحدهما إلى فعل ما يكون خارجا عن حكم الشريعة ولا مخالفا لمراد الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: وإذا كان الأمر كذلك، فالإمام أفضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن استووا فأعلمهم، فإن استووا فأفقههم، فإن استووا فأقدمهم هجرة، فإن استووا فأصبحهم وجها ".
فلو علم الإمام أن عيسى أفضل منه لما جاز له أن يتقدم عليه لإحكامه علم الشريعة، ولموضع تنزيه الله تعالى له من ارتكاب كل مكروه.
وكذلك لو علم عيسى أنه أفضل منه لما جاز له أن يقتدي به، لموضع تنزيه الله تعالى له من الرياء والنفاق والمحاباة، بل لما تحقق أنه أعلم منه جاز أن يتقدم عليه، وكذلك قد تحقق عيسى أن الإمام أعلم منه،
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست