مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٧٤
الباب الثاني في حكاية جملة من فتاوى العلماء في من أنكر المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام ونقتصر في هذا الباب على ما وقفنا عليه على العجالة، فعسى الله أن يردع بذلك من صبا إلى القول بإنكاره من أهل الجهالة والضلالة، ويكون بلاغا ناهيا للزائغين، إنه الهادي إلى سبيله.
فنقول:
إعلم - رحمك الله - أنه لا ريب في أن أحاديث خروج المهدي عليه الصلاة والسلام متواترة، بإجماع من يعتد به من أهل العلم وأئمة الحديث، فإنكار هذا الأمر المتواتر جرأة عظيمة في مقابل النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر، كما قال القنوجي في الإذاعة (1).
وقد سئل شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن حجر المكي الشافعي عمن أنكر المهدي الموعود به، فأجاب: أن ذلك إن كان لإنكار السنة رأسا فهو كفر يقضى على قائله بسبب كفره وردته فيقتل.
وإن لم يكن لإنكار السنة وإنما هو محض عناد لأئمة الإسلام فهو

(1) راجع: الإذاعة لما كان وما يكون - المطبوع ضمن موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) عند أهل السنة 2 / 104 -: 146.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست