مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٧٠
وأنت خبير بأنه لو صح هذا فإن المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام يكون أولى بكونه المهدي على الحقيقة كما هو كذلك، لأنه الذي يملأ الله تعالى به الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، وهذا أعظم أمر يقع في آخر الزمان.
ومعلوم أن عيسى (عليه السلام) يكون مقتفيا لشرع الإسلام الذي يحيي المهدي معالمه بعدما اندرست، ويرفع أعلامه بعدما انتكست، والحكم بكتاب الله تعالى، وقتل أهل الإلحاد إنما يكون بيد المهدي (عليه السلام)، وعيسى ابن مريم صلوات الله وسلامه عليه يساعده في ذلك، لا استقلال ابن مريم به كما قد يظهر من كلام بعضهم.
فالمهدي حق، والمهدي هو من يفعل ذلك، وليس ذاك إلا المهدي الموعود من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
فظهر أنه أفضل من المسيح بن مريم عليهما الصلاة والسلام - كما سيأتي في كلام الحافظ الكنجي أيضا - فضلا عن أبي بكر وعمر، فقد أخرج نعيم بن حماد عن محمد بن سيرين أنه ذكر فتنة تكون، فقال: إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمر، قيل: أفيأتي خير من أبي بكر وعمر؟! قال: قد كان يفضل على بعض.
وفي المصنف لابن أبي شيبة، عن ابن سيرين، قال: يكون في هذه الأمة خليفة، لا يفضل عليه أبو بكر وعمر كما في العرف الوردي (1).

(1) مصنف ابن أبي شيبة 15 / 198 ح 19496، عن أبي أسامة، عن عوف، عن محمد - وهو ابن سيرين -، رسالة العرف الوردي المطبوعة ضمن كتاب الحاوي للفتاوي - المطبوع ضمن موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) عند أهل السنة 1 / 384 - 1 / 103.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست