مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٢٠٨
أبي الحسن (عليه السلام): أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، منهم من يقول:
جسم، ومنهم من يقول: صورة.
فكتب (عليه السلام): " سبحان من لا يحد، ولا يوصف، ولا يشبهه شئ، وليس كمثله شئ، وهو السميع البصير " (1).
والأخبار المروية عنه في هذا الباب كثيرة موجودة في الكافي وغيره، وقد مر في ما ذكرنا آنفا ما يدل على حسن عقيدة ابنه أيضا، وهو:
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن إدريس، الذي هو شيخ الصدوق، وما ذكره إلا مقرونا بالرحمة والرضوان، وقد ذكر في توحيده أخبارا بواسطته دالة على حسن عقيدته، تركناها مخافة الإطناب، مع كونه قليل الرواية.
ثم من هؤلاء الأشاعرة جماعة كثيرة صرح علماء الرجال بتوثيقهم أو مدحهم وحسن عقيدتهم، وربما يظهر ذلك من بعض رواياتهم في نفي الجبر والتشبيه أيضا، لكن تركنا ذكرهم مفصلا لما مر، وكفاية ما ذكر وعدم كونهم لما نحن فيه بمثابة ما زبر، ولنذكر بعضهم مجملا:
فمنهم: أبو قتادة علي بن محمد بن حفص الأشعري، الذي وثقه أهل الرجال كلهم، وقالوا: روى عن الصادق (عليه السلام)، وعمر حتى روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى (2).
ومنهم: أبو علي الريان بن الصلت الأشعري، الخراساني الأصل، البغدادي، القمي، الذي صرح أهل الرجال بكونه ثقة صدوقا، روى عن

(١) التوحيد: ١٠١ ح ١٣.
(٢) رجال النجاشي: ٢٧٢ رقم ٧١٣، ورواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه في التهذيب ٥ / ٢٠٢ ح ٦٧٣، والاستبصار ٢ / 264 ح 930.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست