مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٠٦
المقال سردها، ومن شاء فليقف عليها في مظانها.
وإني لا أظن أن الغماري - سامحه الله وعفا عنه وعنا بمنه وكرمه - لم يحط خبرا بما ذكرنا، كيف؟! وهو شيخ الصنعة المقدم، وأبو بجدتها وكبش كتيبتها بلا مدافع ولا نكير، ولست أدري ما حمله على ذلك، والعلم عند الله تعالى!
هذا: ومن ألم بطرف من سيرتها مع أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمه، وأمعن في ذلك بدقة، وأعطى الإنصاف حقه، علم أن ما رد به هذا الشيخ حديث الباب من السذاجة بمكان ناء جدا، ولم يكن متوقعا من مثله التفوه بذلك، إذ ليس بعزيز على عائشة أن تروي حديثا ثم تعمد إلى مخالفته، كأنه لم يطرق سمعها أبدا، ولا حدثت به من المسلمين أحدا، وبسط الكلام في ذلك خارج عن وضع هذا المختصر.
وحسبك ما رواه الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: علي بن أبي طالب خير البشر، من أبى فقد كفر.
فقيل لها: ولم حاربتيه؟!
فقالت: والله ما حاربته من ذات نفسي، وما حملني على ذلك إلا طلحة والزبير. انتهى (1).
فليس مخالفتها لحديث ترويه دليلا على بطلانه - كما لا يخفى -.
والذي ينبغي أن يقال لمن يتشبث بتلك الحجة لإبطال هذا الحديث:

(١) المناقب - لابن شاذان -: المنقبة السبعون / 130.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست