مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٢١١
صوتك فوق صوتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تتقدم قدامهما، وقل:
(رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) (١).
ولو لم يرد من القرآن من الوصية بالوالدين غير هذه الآية، لكان فيها كفاية للعاقل، وإيقاظ للغافل، فكيف وقد أردف الوصيات بهما تشديدا وقرن (٢) وجوب الإحسان إليهما بوجوب عبادته تأكيدا.
فقال سبحانه وتعالى: ﴿وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا﴾ (٣).
وقال: ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا﴾ (٤).
وقال: ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حسنا﴾ (٥).
وأكد الأمر، وضاعف الفرض، بأن عطف ما أوجبه من الإنسان إليهما على ما أوجب تحريمه من الشرك به، الذي هو أعظم المعاصي، وأكبر الكبائر، ولا يرجى لصاحبه مغفرة من غير توبة، وبين أنه تعبد به الأمم السالفة، وأنزله في كتبه (٦) الماضية.
فقال سبحانه وتعالى: ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا﴾ (7).

(١) الكافي ٢ / ١٢٦ ح ٦، المواعظ: ١٠٥، تفسير العياشي ٢ / ٢٨٥ ح ٣٩، الفقيه ٤ / ٢٩١ ح ٦٠، مشكاة الأنوار: ١٦٣، وسائل الشيعة ١٨ / ٤٨٧ ح ٢٧٦٦٣.
(٢) في ط: وقرب.
(٣) سورة البقرة ٢: ٨٣.
(٤) سورة النساء ٤: ٣٦.
(٥) سورة العنكبوت ٢٩: ٨.
(٦) في ط: كتب.
(٧) سورة الأنعام ٦: 151.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست