مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٢٠٦
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما منح من عقل، ووهب من فضل، وأردف من رزق، وصلواته على أشرف مرشد، وأرأف مرفد، وأصدق مخبر، وأبلغ منذر، سيدنا محمد خاتم النبيين، وآله الأئمة الطاهرين.
إعلم أيها الولد الحبيب، البار النجيب، قسيم النفس، ومكمل الأنس، الذي القلب منهله، والبصر موطئه، واللب منشؤه، أن الله خلقك مني بقدرته، وجعلني سببا لتكونك بمشيئته، فأنت إلي منسوب، وبي معروف ومنعوت، أنا وأمك التي أنشأك الله في أحشائها، وغذاك بلبنها، ورباك في حجرها; لم نزل - بلطف الله تعالى لك - عطوفين عليك، رؤوفين بك، نحرسك بجهدنا من الأذى، وندفع عنك ما نستطيع دفعه من الردى، ونقيك بأنفسنا، ونغذيك بمهجنا، تنام وأعيننا ساهرة، وتسكن وحركاتنا دائمة، نستقل لكن (1) بذلك الجهد، ونشتغل (2) بك عن كل فرض، إن تألم أحد أطرافك حل ذلك الألم قلوبنا، وإن تكاملت لك الصحة، لم يزل (قلقنا عليك وخوفنا) (3)، فحقنا عليك واجب لا يبطل، وفرضنا لك

(1) كذا في النسختين، ولعل الأنسب: لك.
(2) في ش: نستقل.
(3) في ط: قلقنا وخوفنا عليك.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست