مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٢١٣
على والده (1).
وفيها: أن الولد إذا سرق من مال أبيه من حرز ربع دينار قطع، وإذا أخذ الأب جميع مال ابنه المحروز عنه بغير اختياره لم يقطع (2).
وأعظم من هذا: أن الوالد لو قتل ولده لم يقد به، ولو قتل الابن أباه قيد صاغرا به (3)، وصلاة العاق لوالديه غير مقبولة (4)، وطاعته غير مرفوعة (5)، وأدعيته غير مسموعة (6)، والشريعة بمثل هذه الأحكام مملوءة، والآثار بتأكيدها مشهورة، وهي أكثر من أن تحصى، وأنا أذكر لك منها طرفا:
فمن ذلك: ما أخبرنا به ابن صخر الأزدي (7)، بإسناد قد ذكره في حديثه، أن رجلا جاء إلى سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستأذنه في الجهاد معه لأعداء الله تعالى لأجل الشهادة بين يديه في سبيل الله... (8).

(١) المبسوط ٨ / ٢١٨.
(٢) السرائر ٣ / ٤٨٣.
(٣) الكافي ٧ / ٢٩٧ ح ١، التهذيب ١٠ / ٢٣٦ ح ٤٩١، السرائر ٣ / ٣٢٤.
(٤) إشارة إلى الحديث المروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من نظر إلى والديه نظر ماقت وهما له ظالمان; لم تقبل له صلاة; مشكاة الأنوار: ١٦٤.
(٥) إشارة إلى معنى الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال: ليعمل العاق ما شاء فلن يدخل الجنة، لب اللباب - مخطوط، عنه; المحدث النوري في مستدرك الوسائل ١٥ / ١٩٣ و ١٩٦ ح ١٧٩٧٧ و ح ١٧٩٩٣.
(٦) إشارة إلى معنى الحديث المروي عن الإمام الرضا (عليه السلام)، قال: من بر أباه في حياته ولم يدع له بعد وفاته سماه الله عاقا; الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام): ٤٥.
(٧) هو القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري، روى عنه الكراجكي - كنز الفوائد ١ / ١٢٥ - قال: حدثنا بمصر سنة ٤٢٦ ه‍، قراءة منه، ونقل عنه حديثا عن الإمام الرضا (عليه السلام).
(٨) يحتمل لانقطاع هذا الحديث أمران: إما سقط من الناسخ، أو اختصار من المؤلف (رحمه الله)، ونحن نورده كاملا إتماما للفائدة، وهو:
عن الصادق (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله! إني راغب في الجهاد، نشيط.
قال: فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فجاهد في سبيل الله، فإنك إن تقتل تكن حيا عند الله تعالى ترزق، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت.
قال: يا رسول الله! إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي، ويكرهان خروجي.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فقر مع والديك، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة.
انظر: الكافي ٢ / ١٢٨ باب البر ح ١٠، الأمالي - للصدوق -: ٣٧٣ ح ٨، مجموعة ورام ١ / ١٩٧، روضة الواعظين 2 / 267 - 268.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست