مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٤٣٠
وأيضا، يأباه صريح الآية لاشتمالها على التفصيل القاطع للشركة، إذ لو أراد الله سبحانه من لفظ المسح - بعد أن انتقل عن جملة الغسل - لزم الاغراء بالجهل، ووضع الظاهر بإزاء الخفي!!
ومعلوم أنه لا يجوز وقوعه في الحكمة، فكيف يجوز أن ينسب صدوره منه سبحانه؟ مع علو حكمته، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
(مناقشة أحاديثهم المستدل بها على غسل الرجلين) إن قيل: لعل الباعث للقوم على ارتكاب التمحلات المذكورة في توجيه الآية، الأحاديث الصحيحة - عندهم - الدالة على وجوب غسل الرجلين.
منها:
(حديث ابن عباس) (1) ما رواه البخاري (1) في صحيحه، عن ابن عباس أنه توضأ - إلى أن قال - ثم أخذ غرفة أخرى، فغسل بها رجله اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوضأ (2).

(١) هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بذدربه - وقيل: بردزية - الجعفي البخاري، ولد سنة ١٩٤ ه‍، من أشهر مصنفاته جامعه المسمى ب‍ (صحيح البخاري)، روى فيه عن عمران بن حطان ومعاوية ومروان وأمثالهم، مات سنة ٢٥٦ ه‍ عن اثنين وستين عاما.
فهرست ابن النديم: ٤٨٣ الفن السادس من المقالة السادسة، طبقات الحنابلة ١ / ٢٧١، تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٣٠ رقم ٥٠٥، مقدمة متح الباري، شذرات الذهب ٢ / ٣٣٤.
(٢) صحيح البخاري ١ / 47 - 48 باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة، من كتاب الوضوء
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست