مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢١٢
فإلى من؟
قال: (إلى علي بن أبي طالب). أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (35).
فإذا لم نكن قد نسينا ما قرأناه في (هوية التاريخ) (36) فإن نظرة واحدة في هذه السلسلة الواحدة لهذا الحديث تكشف لنا الكثير عن حقيقته، وربما مصدره أيضا حين نرى أن رأس هذه السلسلة - جبير بن مطعم - قد عاش نحو سبع عشرة سنة في خلافة معاوية على أغلب الأقوال، لم يفرقهما شئ في جاهلية ولا في إسلام..
والمفترض أن يكون جبير أبعد أفراد هذه السلسلة عن تهمة الوضع في الحديث (37).

(٣٥) مجمع الزوائد ٩ / 113.
(36) راجع: مقال (هوية التاريخ) المنشور في (تراثنا) العددين 38 - 39، ص 43 45.
(37) ثمة رواية تنسب إلى الإمام جعفر الصادق (ص)، تقول: (ارتد الناس بعد الحسين (ع) إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا) غير أن في هذه الرواية أكثر من مشكلة تقف دون اعتمادها:
أ - فمن الناحية السندية: وردت في مصدرين، الأول: رجال الكشي - ترجمة يحيى بن أم الطويل - وفي إسنادها مجهول، والثاني: كتاب (الإختصاص) ولا يعرف مؤلفه على وجه التحديد، ونسبته إلى الشيخ المفيد موضع خلاف.
ب - الثابت أن جبير بن مطعم قد توفي قبل استشهاد الحسين (ع) بنحو أربع سنين على الأقل!
وفي بعض طرق هذه الرواية ما يحل الإشكال الثاني، إذ ورد فيها: (محمد بن جبير) لكن حتى هذا لم يثبت، إذ كشف المحقق التستري رحمه الله، أن هذا محرف عن حكيم بن جبير بن مطعم! أنظر: قاموس الرجال / ترجمة محمد بن جبير بن مطعم.
والحق أن هذه الرواية فيها أكثر مما تقدم، فهي تذكر بعد هؤلاء جماعة، منهم: سعيد بن المسيب، وتقول إنه نجا من الأمويين لأنه كان آخر أصحاب رسول الله! وهذا لا يصح، لأن سعيد بن المسيب تابعي وليس صحابي!
وهذا أيضا وقف عليه المحقق التستري في ترجمة سعيد بن المسيب من (قاموس الرجال).
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست