مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢١٤
فقد ظهر إبراهيم بن سعد في هذا الحديث أيضا، وهو صاحب الحديث المتقدم، صاحب العود والغناء، صاحب هارون الرشيد.
أما الزهري وعروة وعائشة فقد عرفنا بدقة موقفهم من الخلافة ومن علي (ع) خاصة وبني هاشم عامة.
وأورده البخاري من طريق آخر ينتهي أيضا إلى عائشة، فهي وحدها رأس هذا الحديث في جميع طرقه!
ولعل أقوى ما يثار هنا: أن هذه الأحاديث قد رواها الشيخان، فكيف يمكن الشك فيها والطعن عليها؟!
وما أيسر الجواب لمن تجرد للحقيقة دون سواها، فقبل قليل فقط قرأنا تفسير ذلك على ألسنة الكبار ممن حقق في طبيعة هذا الأمر وتطوره:
* قرأنا عن نفطويه: أن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة اختلقت في أيام بني أمية تقربا إليهم في ما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم!
* وقرأنا عن المدائني قوله: فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة، لا حقيقة لها... حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطلة ما رووها ولا تدينوا بها!
* وقرأنا عن الإمام الباقر (ع) قوله: حتى صار الرجل الذي يذكر بالخير، ولعله يكون ورعا صدوقا، يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها، ولا كانت وقعت، وهو يحسب أنها حق لكثرة من رواها ممن لم يعرف بالكذب ولا بقلة ورع!
فليس بمستنكر إذن أن تنفذ هذه الأخبار إلى الصحيحين وغيرهما...
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست