مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٠٨
لكن مثل هذا النفي لا ينقذ الموقف، خصوصا وأن ابن تيمية لم يقدم برهانا ولا شبهة في إثبات دعواه، فيما جاء ذكر أبي بكر في من سمي في ذلك الجيش في مصادر عديدة وهامة، أصحابها جميعا من القائلين بصحة تقدم أبي بكر! (20).
أما نفي ذلك، أو تحرج بعض المؤرخين عن ذكره، فإنما مرجعه إلى الاختيار الشخصي في مساندة المذهب، لا غير، حين أدركوا بيقين أن شيئا مما استدلوا به على إمامته سوف لا يتم لو كان أبو بكر في من سمي في جيش أسامة، إذ هو مأمور بمغادرة المدينة المنورة أيام وفاة رسول الله (ص)، تحت إمرة أسامة بن زيد الشاب ابن الثماني عشرة سنة! (21).
نصوص أخر:
لم يقف القائلون بالنص عند النص المتقدم، بل رجعوا إلى ما رأوا فيه نصا جليا على الخلافة، لكنها في الحقيقة نصوص تثير على نفسها بنفسها شكوكا كثيرة لا تبقي احتمالا لصحتها، شكوكا تثيرها الأسانيد والمتون معا..
وأهم هذه النصوص:
1 - أن امرأة سألت رسول الله (ص) شيئا، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ - كأنها تريد الموت -

(٢٠) الطبقات الكبرى ٤ / ٦٦، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٩٥ و ٣ / ٢١٨، مختصر تاريخ دمشق ٤ / ٢٤٨ رقم ٢٣٧ و ٥ / ١٢٩ رقم ٥٦ ترجمة أسامة بن زيد وأيوب ابن هلال، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٧، تاريخ الخميس ٢ / ١٧٢، شرح نهج البلاغة ١ / ١٥٩ و ٢٢٠ و ٩ / ١٩٧.
(٢١) الطبقات الكبرى ٤ / 66.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست