مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٥٠
على النص الشرعي: " الأئمة من قريش ".
واضح إذن كيف تم الانتصار للنص على الرأي المخالف!
وواضح أيضا كيف كان قد تم الانتصار لمبدأ النص على مبدأ الشورى.
وذلك حين رأى الخليفة ضرورة النص على من يخلفه.
فدخل النص إذن في قمة النظام السياسي، رغم أنه يلغي قاعدة الشورى بالكامل.
ومرة أخرى، تمشيا مع النص النبوي الشريف " الأئمة من قريش " ينهزم مبدأ الشورى أمام السيف! فمن تغلب على الأمة وانتزع الخلافة بالسيف وكان قرشيا، صحت خلافته، لأنها لا تخرج عن النص المتقدم!
بل أمام هذا النص قد انهارت جميع الشروط الواجب توفرها في الخليفة، كالاجتهاد والعدل والتقوى، فإذا كان الخليفة قرشيا صحت خلافته وإن كان ظالما جاهلا فاسقا، بل عاجزا عن أمر الخلافة!
هذه هي حقيقة موقع النص، أما النظرية فما زالت تتنكر له، وتتبنى مبدأ الشورى ابتداء في المرتبة الأولى، ولكن ينبغي لهذه الشورى ألا تخرج عن دائرة هذا النص، فلا تنتخب إلا قرشيا من الصميم.
أما ابن حزم فقد تبنى مبدأ النص أولا، ثم ادعى نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي بكر، قطعا للنزاع، لكنه لم يفلح حين خالف حقيقة معلومة بالإجماع وبشواهد التاريخ.
إذن، ثبت لدينا نص صريح صحيح وفاعل في هذه النظرية، وهو الحديث الشريف " الأئمة من قريش " وقد أخرجه البخاري ومسلم وأصحاب السنن والسير بألفاظ مختلفة، وهذا هو محصلها.
ضرورة التخصيص في النص:
1 - إن قراءة سريعة في تاريخنا السياسي والاجتماعي توقفنا على حقيقة
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست