مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٥٤
منحرف عن النص، بدلا من أن نسعى لتبريره وإخضاعه للنص.
2 - تخصيص الإيجاب: الحديث الذي ميز قريشا بالاصطفاء على سائر القبائل لم يقف عند دائرة قريش الكبرى، بل خص منها طائفة بعينها، فقال:
" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم " (114).
وهذا تقديم لبني هاشم على سائر قريش...
ساق ابن تيمية هذا الحديث الصحيح، وأضاف قائلا:
" وفي السنن أنه شكا إليه العباس أنه بعض قريش يحقرونهم! فقال صلى الله عليه وآله: " والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي " وإذا كانوا أفضل الخلائق، فلا ريب أن أعمالهم أفضل الأعمال..
ففاضلهم أفضل من كل فاضل من سائر قبائل قريش والعرب، بل وبني إسرائيل وغيرهم " (115).
وليس المقام مقام تفضيل وحسب، بل إن قريشا لا يصح لها إيمان ما لم تحب بني هاشم حبين: لله، ولقرابة الرسول!
فهل يصح أن تكون قريش كلها سواء في حق التقدم والإمامة، وفيها بنو هاشم الذين رفعهم النص إلى أعلى منزلة، وفيها بنو أمية الذين خفضهم النص إلى أردى الرتب؟!
إذا كان الواقع قد آل إلى هذه الحال، فعلينا أن نشهد أنه واقع منحرف عن النص، لا أن نسعى إلى تبريره.
نتيجة البحث:
مما تقدم يبدوا بكل وضوح أننا هنا قد أخفقنا في تحقيق نظرية منسجمة

(١١٤) صحيح مسلم - كتاب الفضائل - ح 1.
(115) ابن تيمية / رأس الحسين: 200 - 201 مطبوع مع استشهاد الحسين - للطبري -.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست