مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٥٣
الأمة، لكن الأمة لم ترض بهم إلا اتباعا للنص الأول " الأئمة من قريش " فهل يكون هذا إلا إغراء؟!
حاشا لرسول الله أن يكون ذلك منه، وإنما هو من علامات التهافت في هذه النظرية التي أغضت عن كل ما ورد في السنة مما يفيد تخصيص ما ورد في حق قريش.
نوعان من التخصيص:
ورد في السنة نوعان من التخصيص في أمر قريش، تخصيص سلب، وتخصيص إيجاب.
1 - تخصيص السلب: ثمة نصوص صريحة تستثني قوما من قريش، فتبعدهم عن دائرة التكريم، ناهيك عن التقديم: قال ابن حجر الهيتمي: في الحديث المروي بسند حسن أنه صلى الله عليه وآله وسلم: " شر قبائل العرب: بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف ".
قال: وفي الحديث الصحيح - قال الحاكم - على شرط الشيخين - عن أبي برزة - رضي الله عنه - أنه قال: كان أبغض الأحياء - أو الناس إلى رسول الله بنو أمية (113).
والذي ورد في ذم آل الحكم - أبو مروان - خاصة كثير ومشهور.
فهل يصح أن تسند الإمامة إلى شر قبائل العرب، وأبغض الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
ومن دقائق النص الأول إقرانه بني أمية ببني حنيفة، وبنو حنيفة هم قوم مسيلمة الكذاب!!
فإذا أصبح هؤلاء هم الحكام في الواقع فعلينا أن نشهد أن هذا الواقع

(113) تطهير الجنان واللسان: 30.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست