مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٤٢٣
تضمن أنه عليه السلام لما أدخل عليا، وفاطمة، وسبطيه في العباءة، قال:
(اللهم هؤلاء أهل بيتي وأطهار عترتي وأطياب (20) أرومتي، من لحمي ودمي، إليك لا إلى النار، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)، وكرر هذا الدعاء ثلاثا، قالت أم سلمة رضي الله عنها: قلت: يا رسول الله! وأنا معهم؟ قال:
(إنك إلى خير، وأنت من خير أزواجي) (21).
ثم قال السيد قدس سره - بعد نقل الأحاديث الخمسة -: وقد (22) تحقق من هذه الأحاديث أن الآية إنما نزلت في شأن الخمسة المذكورين عليهم السلام، ولهذا يقال لهم: آل العباء، ولله در من قال من أهل الكمال:
على الله في كل الأمور توكلي * وبالخمس أصحاب العباء توسلي محمد المبعوث حقا وبنته * وسبطيه ثم المقتدى المرتضى علي (23) انتهى ما اقتصرنا من كلامه - موافقا لتصريح غيره - أن أقوال المفسرين دائرة في الثلاثة المذكورة، واحتمال أن المراد: مجموع الخمسة المذكورين عليهم السلام والأزواج، خرق لإجماعهم، والقول به إنما حدث من فخر الدين الرازي (24) عند عدم اهتدائه إلى التقصي عن استدلال الإمامية على

(٢٠) في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨: (وأطايب).
(٢١) كتاب المصابيح: ٢٠٥ - طبع مصر، نقلا عن هامش إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨.
(٢٢) في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨: (فقد).
(٢٣) إلى هنا انتهى الاقتباس السابق من هذه الرسالة في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨، والبيان لم نعثر على قائلهما على الرغم من اشتهارهما.
والبيت الأول مأخوذ من قول الصاحب بن عباد (ت ٣٨٥ ه‍)، حيث ذكر العلامة الأميني في كتاب الغدير ٤ / ٦١، أن للصاحب بن عباد خاتمين نقش أحدهما:
على الله توكلت * وبالخمس توسلت (٢٤) هو: محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التميمي البكري، أبو عبد الله، المعروف بالفخر الرازي، من أشهر المفسرين على المذهب الشافعي، أصله من طبرستان ومولده في الري، وترك مؤلفات كثيرة في المعقول والمنقول، أشهرها التفسير الكبير، وقد مات الرازي سنة ٦٠٦ ه‍.
طبقات الشافعية ٢ / ١٢٣ رقم ٨٧٤، البداية والنهاية ١٣ / ٥٥ من المجلد السابع، شذرات الذهب ٥ / ٢١ في سنة ٦٠٦ ه‍، النجوم الزاهرة ٦ / ١٩٧ في سنة ٦٠٦ ه‍، ميزان الاعتدال ٣ / ٣٤٠ رقم ٦٦٨٦، طبقات المفسرين - للداوودي - ٢ / ٢١٥ رقم ٥٥٠، طبقات المفسرين - للسيوطي -: 39.
وقد ذكر الرازي ما ذكره المصنف - قدس سره الشريف - فقال في التفسير الكبير 25 / 209: (واختلفت الأقوال في أهل البيت، والأولى أن يقال: هم أولاده، وأزواجه، والحسن والحسين منهم، وعلي منهم...).
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست