مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٨٩
معاصريه (50).
وفي عصر السيد الخراساني في القرن الهجري الماضي (القرن الرابع عشر الهجري) خيم شيح الاستعمار الغربي الملحد على البلاد الإسلامية ودنس الغربيون أرض الشرق الطاهرة بأرجلهم الدنسة، وبدأوا بنفث سموم الفسق والإلحاد، وبذر الشقاق والفساد، في كل قطر وبين كل العباد، وحالوا التفرقة بين أجزاء الوطن الإسلامي، وقطع أوصال الأمة الإسلامية، على أساس من الطائفية البشعة والعنصرية القذرة، والنزاعات المفتعلة، ونصبوا بينهم العداء ليأكل بعضهم بعضا، فلا تكون لهم وحدة متشكلة، ولئلا تكون أمة قوية متراصة.
وحالوا تأجيج شرر التفرقة بين المذاهب الإسلامية الفقهية، وتوسيع رقعة الخلاف بينها مهما أمكن، وتوسيع الخلافات الصغيرة، وتأجيج النزاعات الحقيرة والقديمة، كما حاولوا تأسيس مذاهب فقهية جديدة، وإبراز فقهاء جدد ومجددين!
وسعوا في إثارة النزاعات والخلافات بين أهل المذهب الواحد، لتتسع رقعة الخلاف على راقعها، ولقد جنوا على البشرية عامة، وعلى المسلمين خاصة، بهذه الأعمال جناية كبرى، لكنهم جنوا من أفعالهم تلك أنهم استولوا على العباد والبلاد وخيراتها وتراثها وجمالها وحتى عقولها، وذهبوا بكل ذلك إلى بلادهم في شمال العالم الأرضي لتعيش بها شعوبهم - قرنا من الزمان - في رفاه من العيش ورغد، وأمن واستقرار، وهدوء وقانون، على حساب عذاب ملايين من أفراد البشر في سائر أقطار العالم الجنوبية.
وقد وجدوا في المذهب الشيعي الاثني عشري طائفة متماسكة مؤمنة بمبادئ الإسلام الحقة، لأنها تعتمد على القرآن وأهل البيت، الثقلين، اللذين

(50) نقلنا هذه النصوص من كتاب (سيرة الإمام الخراساني).
(٨٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست