مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢٣٩
أن يبعثه على القتال مع جميع الأبطال.
فيقطع الناقد البصير بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له هم سوى الآخرة، فبذل نفسه ونفيسه، وتحمل أعظم الرزايا، وأشد الأذى، في نشر الإسلام، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (نحن أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا).
السابع عشر أن في وقوعها (9) ظهور المعجزات القاهرة المصدقة للنبوة، حيث أخبر صلى الله عليه وآله وسلم عن جميع ذلك، فوقع كل ما أخبر.
وفيه الاعجاز من جهتين:
الأولى: علمه صلى الله عليه وآله وسلم بها.
الثانية: صدقه في جميع ما أخبر، ووقوعه، حتى أنه لم يكن فيه بداء، فكان صدره الشريف كاللوح المحفوظ.
الثامن عشر رضاهم، وتسليمهم، وتحملهم لها، دليل قاطع على إيمانهم، وكمال عقائدهم، وقوة يقينهم بالله تعالى، وبوعده ووعيده.
ولولاها، فلعل أحدا يحتمل، أو أمكن أن يقول: إنهم ظنوا، ولم يقطعوا، أو احتملوا فاحتاطوا (10)!

(٩) الضمير يعود على البلايا والمصائب الواردة على أهل البيت عليهم السلام.
(١٠) استدلال إني ظريف من المصنف بنوعية المصائب الواردة على أهل البيت عليهم السلام بظروفها ومقارناتها وتحملهم لها، على لزوم علمهم بها وتيقنهم بنتائجها، إذ أن الإقدام على تحمل مثلها لا يكون على أساس من الظن والاحتمال، والرجاء والاحتياط، بل خطورتها وفداحتها تقتضي اليقين والقطع.
وهذه فائدة عظيمة، ودلالة قطعية حكيمة.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 244 245 246 ... » »»
الفهرست