مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٧١
العمل أيضا، في كتب الفقه المقارن الذي سبقوا إلى إبداعه، والتأليف فيه؟!
فأي الفريقين يبدو أحرص على الوحدة وجمع الكلمة؟!
أما أن أهل السنة لا يفسقون أو يكفرون أحدا:
فهذا أمر آخر، وليس هو المطروح في حديثه السابق، فهل إن الشيعة فسقوا أحدا أو كفروا أحدا حتى يبحث عن تفسيق أهل السنة وتكفيرهم لأحد وعدمه؟!
وأما أن أهل السنة يعتمدون على الرواة من الفرق الأخرى، فإن الشيعة كذلك يعتمدون على الرواة من الفرق المخالفة، والشرط الأساسي في الراوي عندهم " الوثاقة والسداد ".
فإذا كان الراوي " ثقة " وكان " سديد الحديث " قبلت روايته.
وكم من راو من العامة، مذكور في رجال الحديث عند الشيعة ومصرح بوثاقته والاعتماد عليه؟!
وحتى من مشاهيرهم وقضاتهم: كحفص بن غياث.
وكذا من غيرهم: كابن جريج، وسفيان، ومالك، والزهري، وغيرهم من أعلام الحديث عند أهل السنة.
ثم قوله: إن أهل السنة لا يصمون أحدا بالفسق والكفر.
هل هو صحيح على إطلاقه؟!
ولو كان الكاتب يلتزم به عمليا، لكان أمرا جيدا نكبره عليه، إلا أن الظاهر منه عدم اطلاعه على ما يصدره قضاة أهل السنة - بين الحين والآخر - من الفتاوى الظالمة ضد الشيعة، بالتكفير وإهدار الدماء والأعراض، وأحدثها:
فتوى ابن جبرين الوهابي السعودي، عضو مجلس الافتاء بالمملكة السعودية في الرياض، التي لم يجف حبرها، بعد.
فأين الكاتب المغربي، مما يجري في مشرق أرض العرب؟!
ومقالة الكاتب هذه - بالذات - " تراثنا وموازين النقد " التي بين أيدينا هو
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست