مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٦٦
الشعوب التي ذهبت دولها، وضعوا الأحاديث في فضائل الصحابة، تطلعا إلى هدم الإسلام، ليتقربوا بذلك إلى الخلفاء الولاة، ليتمكنوا من القضاء على هذا الدين بقتل الأتقياء والوعاظ الذين كانوا يحاربون الانحراف عن الدين القويم، وخاصة العلماء من أهل بيت النبي وصحابته الأبرار؟!
والدليل على ذلك، أن هؤلاء الأتقياء، وعلماء أهل البيت والصحابة كانوا هم المطاردين طيلة حكم الخلفاء في القرن الأول.
حتى أبعد من أبعد، ونفي من نفي، وحبس من حبس، وقتل من قتل حربا، أو صبرا!
ولماذا لا ينسب وضع الحديث إلى قريش، التي أسلمت رغما على أنفها، وخاصة مسلمة الفتح، الذين لم ينفكوا عن حرب الإسلام حتى آخر لحظة من استسلامهم، ولما توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يألوا جهدا في زعزعة كيان الإسلام بإبعاد أهل البيت، والصحابة الكرام، وإيذائهم، وحبسهم.
وفيهم كانت الردة.
فلماذا لا ينسب إليهم وضع الحديث بهدف هدم كيان الإسلام، الذي أفقدهم عزهم وكرامتهم الجاهلية، فلما لم يجدوا بدا من الاستسلام أخذوا في التخريب السري، والتسلل إلى مناطق النفوذ والسلطة من خلال التزلف إلى الحكام والسير في ركبهم؟!
ولماذا يخص الوضع بالأمم الأخرى الذين دخلوا الإسلام فقط؟!
وإذا صح القول بأن الشعوب الأخرى - وليس الشعب العربي - هم الذين قاموا بالوضع للحديث،، لأن الإسلام أفقدهم عزهم ودولتهم، فلماذا يخص الوضع بإيران القديمة، دون الروم، واليهود، والنصارى المتواجدين في الشام وفلسطين وبلاد الروم المغلوبة كذلك؟!
ثم إن إيران القديمة التي يؤكد على نسبة الوضع إليها، لم تكن في
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست