مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٨ - الصفحة ٩٩
أبي عبد الله، المقداد بن عبد الله، السيوري الحلي الأسدي، فأرسى قواعد المذهب في الأصول والفروع على شواطئ الأمان.
ومع حلول القرن العاشر كانت الزعامة منقادة للمجدد العظيم، الشيخ علي بن عبد العالي الكركي العاملي، فحمل مشعل المذهب ببطولة نادرة، وحقق العلوم بجدارة فائقة، وروج للحق، وبسط نفوذه حتى دعي " بالمحقق الثاني " ومروج المذهب ".
وعندما كان القرن الحادي عشر كان في مقدمة العلماء الشيخ البهائي، بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد، العاملي الحارثي، رافعا لأعلامه ومحييا لعلومه وناصرا للحق.
وبدأ القرن الثاني عشر فكان العلامة المجلسي، المولى، الشيخ محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني شيخ الإسلام، المجدد لعلومه، والمضئ الدرب لرواده في العقيدة والشريعة، ولقد كان إنجازه العظيم بتأليف الحديث الشريف في موسوعة " بحار الأنوار " إنجازا تراثيا ضخما، حفظت به الأحاديث من الضياع، والكتب من التلف.
ومع ظهور القرن الثالث عشر وقد كان قد مضى على الانقسام الداخلي بين الطائفة، بظهور النزعة الأخبارية المتطرفة " أكثر من قرن ونصف، بزغ نجم فقيه أهل البيت، ومحقق أصول المذهب، ومحيي معالم الحق، الإمام المجدد المولى محمد باقر بن محمد أكمل، الوحيد البهبهاني، بعد أن كادت تعصف بمعالم الحركة الفكرية، المحاولات التي تدعو إلى الظواهرية، والرافضة للجهود العقلية، مما أشرف بالفكر الشيعي على التردي في هاوية
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست