مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٣٣
وأهل السير، وأصحاب التاريخ، وصاغة الشعر، لا يدع مجالا لشئ إلا الإذعان بأنه الصحيح الشائع الذائع المستفيض، السائر ذكره مع الركبان، الدائر بين الناس، المقبول عند الأمة، المشهور بين القاصي والداني، شهرة لازمها تواتر الأسانيد التي لم يخل سند منها من محدث ثقة، وناقد خبير، وعالم باحث، ومؤرخ ثبت، وإمام من أئمة الفريقين وأساطينهم، لا يستهان بعددهم، ولا يطعن في روايتهم، ولا يغمز في شئ من أمانتهم، كابن إسحاق المطلبي، وابن زكرة الأزدي، والقفال الشاشي، والشيخ ابن بابويه الصدوق، والشيخ المفيد، والحاكم النيسابوري، والشريف الرضي، والسيد المرتضى علم الهدى، والكراجكي، وشيخ الطائفة الطوسي، وابن أبي الغنائم العمري النسابة، وابن أبي الفوارس، وابن المغازلي، وعماد الدين الطبري، وسبط ابن الجوزي، والحافظ الكنجي، والسيد ابن طاوس، وشيخ الإسلام الجويني، وابن الصباغ المالكي، و.... و....
فلا شك إذن في أنه من، الأحاديث " المشهورة التي يعرفها أهل العلم، وقلما يخفى ذلك عليهم، وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاص والعام " (83).
* * * وروى ولادة حكيم في الكعبة الزبير بن بكار (172 - 256 ه‍) في كتابه " جمهرة نسب قريش "، قال: " حدثني مصعب بن عثمان، قال: دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش، وهي حامل متم بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة، فأتيت بنطع حيت أعجلها الولاد، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع " (84).
وليست هذه الرواية بأحسن حالا من سابقتيها، ففيها:
أولا: الزبير، وهو ضعيف عند بعضهم، قال عنه الحافظ أحمد بن علي السليماني

(٨٣) معرفة علوم الحديث: ٩٣.
(84) جمهرة نسب قريش 1: 353.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست