مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٣٤
في كتاب الضعفاء: منكر الحديث (86).
وذكره في عداد من يضع الحديث، وقال مرة: منكر الحديث (86).
واعتذر عنه ابن حجر العسقلاني بأن السليماني " لعله استنكر إكثاره عن الضعفاء، مثل محمد بن الحسن بن زبالة، وعمر بن أبي بكر المؤملي، وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم، فإن في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة " (87).
وثانيا: رغم البحث الجاد فيما وقع بيدي من معاجم رجالية لم أعثر على مدح أو توثيق لمصعب بن عثمان، هذا الذي روى هذه الحادثة، سوى نسبه وهو: مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام (88)، فلا أقل من أن حاله مجهول، إن لم يكن من أولئك الضعفاء الذين أكثر ابن بكار في الرواية عنهم في الجمهرة أشياء منكرة كثيرة، خاصة أنه كان الواسطة بين عامر بن صالح وبينه.
وشيخه هذا - عامر - كان كذابا، ليس بثقة، عامة حديثه مسروق، يروي الموضوعات، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب، ولعله ورث تلميذه شيئا من ذلك (89).
ثالثا: أن مصعب بن عثمان هذا لم يذكر سندا لهذه الرواية، ولا صرح باسم من حكاها له، ولا أشار إلى المصدر الذي استقاها منه، وأقل ما يمكننا القول إنها كسابقتيها مرسلة، منكرة، شاذة، ضعيفة.
ومن العجب أن بعض المؤلفين أوردوا رواية الزبير هذه في مؤلفاتهم يرسلونها إرسال المسلمات، ويوردونها مستدلين بها محتجين، وكأنها من الأحاديث المسندة الصحيحة المتواترة الثابتة التي لا تقبل الجدل، ولا تخضع للنقاش!!

(٨٥) سير أعلام النبلاء ١٢: ٣١٤، تهذيب التهذيب ٣: ٣١٣.
(٨٦) ميزان الاعتدال ٢: ٦٦.
(٨٧) تهذيب التهذيب ٣: ٣١٣.
(٨٨) التبيين في أنساب القرشيين: ٢٦٦.
(٨٩) أنظر تهذيب الكمال: ١٤ / ٤٦، سير أعلام النبلاء: ٤ / 429.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست