مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٢٨
أذكر منها ما في أواسط فصل " ذكر سرايا رسول الله صلى الله عليه وجيوشه ".
" وفيها غزوة عمرو بن العاص السهمي على ذات السلاسل، ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح في جيشه، وكان استمد، فأمده النبي صلى الله عليه بجيش فيهم أبو بكر وعمر، ورئيس الجيش أبو عبيدة بن الجراح.
قال أبو سعيد: فشكا أبو بكر وعمر رحمهما الله إلى النبي صلى الله عليه عمرو ابن العاص، فقال لهما: لا يتأمر عليكما أحد بعدي. وهذا توكيد لخلافة أبي بكر وعمر رحمهما الله " (63).
ولست في صدد الخوض في بحوث الخلافة والإمامة، ومن هو أحق بها من غيره، أو الولوج في مدى صحة حديث " لا يتأمر عليكما أحد بعدي " وعدمه، فهذا أمر أشبعه علماؤنا بحثا وتفصيلا، ولكن أوردت هذا المثال لبيان تلاعب السكري في متون الكتب، وهدفه من ذلك وغايته.
يقول محقق كتاب المحبر في كلمة الختام:
" وأظن أنه - أي ابن حبيب - كان يميل إلى الشيعية، فإنه لا يذكر أبدا أم المؤمنين عائشة، وسيدنا أبا بكر الصديق، وسيدنا عمر إلا بكلمة (رحمه الله) مع أنه دائما يذكر أم المؤمنين خديجة وسيدنا عليا بكلمة (رضي الله عنه) رضي الله عنهم أجمعين.
وأيضا قد أثبت جميع ما يعاب به الرجل في سيدنا عمر، مثل أنه كان أحول (64).
أو كان قد ضرب، قبل أن يسلم، جاريته ضربا مبرحا على قبولها الإسلام، ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا!
فمن أجل ذلك، فيما أحسب، أن راويه أبا سعيد السكري يضيف أحيانا إلى

(63) المصدر نفسه: 121 و 122.
(64) أنظر المحبر: 303.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست