مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٩٧
ذلك، يبتعدون عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا واحد من أدلة جهلهم، ومخالفتهم لنصوص القرآن والسنة.
وقد ألف علماء المسلمين من الفرق الإسلامية كافة، شافعية، وحنفية، ومالكية، وحنبلية، سنة وشيعة، ردودا حاسمة على مزاعم الوهابية ومفترياتهم، في كتب ورسائل، شعرا ونثرا، بما تمت الحجة على كل الناس (1).
وواحد من مظاهر جهلهم أنهم، في نفس الوقت الذي يعارضون تمجيد أهل بيت النبي وتقديسهم وتعظيمهم، يحاولون التمجيد بحثالات التاريخ الإسلامي ممن ملاوه بالجرائم وا لفضائح والآثام، مثل: يزيد الخمور وحجاج الدماء، والوليد الكفور وسائر بني أمية وآل مروان وآل زياد، الذين حاربوا عليا أمير المؤمنين، وسفكوا دماء المسلمين، وقتلوا عمارا، وقتلوا حجر بن عدي صحابي رسول الله، وقتلوا الحسين سبط رسول الله، وسبوا زينب عقيلة بني هاشم، وعليا السجاد زين العابدين، وهدموا الكعبة، واستباحوا المدينة حرم رسول الله، وقتلوا العلوي المجاهد زيد الإمام الشهيد وصلبوه، وتتبعوا أهل البيت قتلا وتشريدا حتى أوغلوا في سفك دماء آل محمد وظلمهم.
وهذا التاريخ قد ملئت صحائفه واسود وجهه مما جناه أولئك على الأمة الإسلامية.
فاقرأ عنه كتاب " مقاتل الطالبيين " لتقف على بعض الحقيقة، فما لم يكتب منها أكثر وأكثر.
كما شوه أولئك سمعة الإسلام وحرفوا تعاليمه وموازينه بما ارتكبه أشياخهم، وأمراؤهم، وخلفاؤهم، ونساؤهم، بفجورهم، ولهوهم وبذخهم، فليقرأ المسلم عن ذلك كتاب " الأغاني " ليقف على بعض المخازي والإجرام والتعدي على حقوق الله وحدوده

(1) وقد أعددنا قائمة بمؤلفات المسلمين في الرد على الوهابية نشرت في مجلتنا هذه " تراثنا " العلد 17، السنة 4، 1409 ه‍.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست