مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٩٨
وحرماته، والعبث بكرامة الأمة وأعرافها وموازينها.
هؤلاء هم القديسون عند الوهابية!!
أما أهل البيت النبوي الطاهر، الذين لم يعهد التاريخ - بطوله وعرضه - منهم سوى التقى والورع والعبادة والعلم والخير والفضيلة والزهد والجهاد في سبيل الله، لإحياء الإسلام، وبسط العدل والحق، ومقاومة الظلم والفساد، طالبين للإصلاح، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر.
أما أهل البيت: فحبهم عند الوهابية - فسق، ودعاؤهم كفر، وتعظيمهم رفض، واتباعهم جريمة!
لماذا؟!!
وأما المسلمون المخلصون، والشيعة المؤمنون فهم من أهل البيت ومعهم، لا يحيدون عن تعاليم القرآن، وسنة النبي، وسيرة أهل البيت قيد شعرة، فهم يحبونهم لحب الله ورسوله، ويلتزمون فيهم بوصية جدهم رسول الله، ويعظمونهم لعلمهم ومعرفتهم ولجهادهم في سبيل الله حق الجهاد، ويشايعونهم ويوالونهم لأنهم الأحقون بالولاء والولاية، ولأنهم أثبتوا جدارتهم للقيام بالأمر بالعلم والعمل والزهد والفضيلة.
وإذا كانت الأشياء تعرف بأضدادها:
فانظر إلى تاريخ أهل البيت الأبلج، الملئ بالمفاخر والمكارم، والخير والرحمة، والعلم، والبركة، وزر مشاهدهم الشريفة تجدها مليئة بالعبادة، عبقة بالروح، مضيئة بنور المعرفة والتوحيد، عطرة بأريج الرسالة والنبوة، زاهية بأمجاد الإمامة والعدل، يتصاعد فيها نغم القرآن والذكر، تقف فيها على كرامة النسب وعظمة المقام، ومحبة الله، وتنشد إلى العقيدة الراسخة، وتمتلئ بالعزم والجد.
ولكن أنظر إلى تاريخ أعدائهم الأمويين والمروانيين وسائر الخلفاء والملوك والأمراء، فلا تجد إلا الدماء، والفجور بالنساء، واللعب بالكلاب والحمام، والقمار والخمور والملاهي، والمغنيات والمغنين، ولا ترى فيمن حولهم إلا الابتعاد عن الفضيلة والانعطاف على الرذيلة.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست