مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٩٦
ومن سخافاتهم أنهم يعتبرون دعاء النبي والتوسل به إلى الله كفرا، ومنافيا للتوحيد، وكذلك دعاء أهل البيت وسائر الأولياء الصالحين.
جهلا منهم بأن الدعاء غير العبادة، والتوسل والاستشفاع غير العبودية، فإن العبادة إنما تبتني على قصد التعبد والعبودية، وإنما تحرم لمن يدعي الألوهية من دون الله، والمسلمون - سنة وشيعة - يعبدون الله، ولا يقصدون غيره بذلك.
وأما الدعاء فهو نداء وطلب يقصد به التوسط بمنزلة النبي وآله والصالحين من أوليائه، لأنهم مكرمون عند الله، ويشفعون لمن ارتضى، وليسوا معبودين ولا مقصودين بالعبادة، وإنما المعبود هو الله وحده.
ثم إن المسلمين - سنة وشيعة - إنما يتبعون في دعاء النبي وآله، سنة رسول الله وتعليماته، فقد جاء في الحديث الصحيح أنه علم رجلا ضريرا أن يقول:
" اللهم إني أسألك.
وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة.
يا محمد:
إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي.
اللهم:
فشفعه في ".
رواه الترمذي في الجامع الصحيح ج 5 ص 569 كتاب الدعوات، باب 119 ح 3578 وتال: حسن صحيح غريب.
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 1 / 528، وقال: على شرط الشيخين البخاري ومسلم، ووافقه الذهبي أنه على شرط البخاري.
ونقله السيوطي عنهما في الجامع الصغير وصححه.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
والوهابيون بإعراضهم عن سنة النبي هذه، والاعتراض على المسلمين في
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 191 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست