مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٨٣
سقى الله حيا من تميم بقدر ما * شربنا بأيديهم من النائل الغمر هم أوطأونا ساحة العسر بعدما * أذلت خطى أقدامنا عثرة العسر فلم تبلغ الأم الرؤوم ببرها * بنيها مدى ما أسلفونا من البر وفي سنة 970 ه‍ عاد الحكم في الدورق إلى السادة الموالي أمراء المشعشعيين، وأصبح السيد عبد المطلب بن حيدر المشعشعي واليا على الدورق، وكان عالما فاضلا جليل القدر فقصده العلماء والأدباء ولجأ إليه المطاردون من قبل حكام الظلم والجور.
ومن جملة اللاجئين إليه الشيخ علي بن أحمد ابن أبي جامع العاملي، فإنه فر بأهله وعياله من بلاده جبل عامل بعد مقتل الشهيد الثاني رحمه الله خوفا من الظالمين، فأقام بكربلاء مدة فوشي به، فأمر السلطان العثماني بالقبض عليه وتسييره إليه، فخرج الشيخ المذكور بأهله وعياله إلى بلاد إيران، وحينما وصل الدورق رحب به المولى عبد المطلب والي البلد وأحسن وفادته وأكرمه وصرف رأيه عن بلاد العجم، وحسن له الإقامة في الدورق والإفادة والتدريس وخلاصة العلم ونشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، فقبل الشيخ وقام هو مع بقية أهل العلم وبمساندة الوالي بالارشاد والتدريس، فكان حصيلة ذلك أن تخرج على أيديهم نخبة صالحة من العلماء والأدباء، أحدهم العلامة الجليل المولى خلف بن والي الدورق، صاحب التأليفات النفيسة في الحديث والأدب والمنطق وسائر الفنون العلمية.
وأخذ العلماء والأدباء يتوافدون على الدورق فيحظون بالترحيب والاكرام من قبل الولاة مما يحبب لهم السكنى فيها، حتى أصبح البلد حافلا بالعلماء والأدباء والشعراء، وظهر الانتاج العلمي والأدبي، وكثرت التصانيف، وازداد عدد المجالس العلمية والأدبية من بداية القرن الحادي عشر فما بعد، وتد ظهرت في تلك الفترة شخصيات علمية كثيرة، كما عرفت عترة بيوتات بالعلم والفضيلة من السادة المشعشعيين، ومن غيرهم من العلويين والطريحيين والكعبيين، وغيرهم، ذكرت جملة منهم في كتابي " الياقوت الأزرق في أعلام الحويزة والدورق ".
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست