مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٩
ويسمى كون المخبر عالما به، الذي قصد إفادته بالخبر، في الصورة الثانية:
(لازم فائدة الخبر) لأن الأول يمتنع بدونه، وهو بدون الأول لا يمتنع، كما هو حكم اللازم الأعم.
وإليه أشار بقوله: (وسم * إن قصد الأعلام بالعلم به * لازمها).
قوله: (وللمقام انتبه).
الحال والمقام متقاربا المفهوم، والتغاير بينهما اعتباري، فإن الأمر الداعي مقام باعتبار توهم كونه محلا لورود الكلام على خصوصية ما، وحال باعتبار توهم كونه زمانا له.
وأيضا: المقام يعتبر إضافته إلى المقتضى - اسم المفعول - فيقال: مقام التأكيد، والاطلاق، والحذف، والإثبات.
والحال إلى المقتضي - اسم الفاعل - فيقال: حال الإنكار، وحال خلو الذهن.
ومقامات الكلام متفاوتة، ولذا قال: (وللمقام انتبه)، فإن المخاطب الملقى إليه الكلام:
إما أن يكون خالي الذهن من الحكم ونقيضه، والكلام الملقى إليه يسمى " ابتدائيا " ولا يؤكد أصلا، وإليه أشار بقوله: (إن ابتدائيا فلا يؤكد).
أو يكون معتقدا بنقيضه ومنكرا للحكم، فالكلام الملقى إليه يسمى " إنكاريا " ويؤكد بحسب الإنكار، وإليه أشار بقوله: (وواجب بحسب الإنكار).
أو لا يكون معتقدا للحكم ولا لنقيضه، بل شاكا فيه، ويسمى الكلام الملقى إليه " طلبيا " ويؤكد استحسانا لا وجوبا، وإليه أشار بقوله: (أو طلبيا فهو فيه يحمد).
قوله: (ويحسن التبديل بالأغيار) أي: يحسن تبديل مخاطب بغيره، مثلا
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست