مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٨٥
لأمير المؤمنين عليه السلام!!
وقد عانى الأعمش وغيره من ذلك، ولم يسلم من إيذاء المرجئة ومبغضي أمير المؤمنين عليه السلام حتى في آخر لحظة من حياته وفي حالة احتضاره!!
ولو كان المجال يسع لعددت جماعة من الكذابين الوضاعين الذين عايشهم أبو حنيفة وكانوا في عصره ومصره، وهو ساكت عنهم جميعا، وهو لم يوبخ الأعمش على روايته عمن ليس بثقة، وإنما عاتبه على تحديثه بفضائل علي عليه السلام!
ويشهد لذلك ما أخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخه برقم 448، بإسناده عن موسى الجهني: (جاءني عمرو بن قيس الملائي وسفيان الثوري فقالا لي: تحدث هذا الحديث في الكوفة أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟!).
فلم يوبخاه على روايته حديثا ضعيفا، وإنما قصداه يعاتبانه على التحديث بفضائل أمير المؤمنين عليه السلام!!
علما بأن حديث المنزلة حديث صحيح ثابت الإجماع، متفق عليه، متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه الشيخان في الصحيحين وغيرهما من أصحاب الصحاح والمعاجم والسنن والمسانيد.
ويشبه قصة الأعمش ما فعله أنس بن مالك، فقد أخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 131 في رواياته لحديث الطير:
أخرج بإسناده عن ثابت البناني أن أنس بن مالك كان شاكيا، فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له، فجرى الحديث حتى ذكروا عليا رضي الله عنه، فتنقصه محمد بن الحجاج!!
فقال أنس: من هذا؟! أقعدوني، فأقعدوه، فقال: يا بن الحجاج، لا أراك تنقص علي بن أبي طالب، والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالحق، لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...
فذكر له حديث الطير، وفي آخره: (قال محمد بن الحجاج: يا أنس، كان هذا
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست