مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٨٠
فلما قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسائله، وفاح مني ريح الحنوط فقال: يا سليمان ما هذه الرائحة؟! والله لتصدقني وإلا قتلتك!
فقلت: يا أمير المؤمنين، أتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي: ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي، فإن أخبرته قتلني!
فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت.
فاستوى جالسا وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم قال: أتدري يا سليمان ما أسمي؟
قلت: عبد الله الطويل ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
قال: صدقت، فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله، كم رويت في علي من فضيلة، من جميع الفقهاء كم يكون؟
قلت: يسير يا أمير المؤمنين!
قال: على ذاك.
قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد.
قال: فقال: يا سليمان، لأحدثنك في فضائل علي حديثين يأكلان كل حديث رويته عن جميع الفقهاء! فإن حلفت لي أن لا ترويهما لأحد من الشيعة حدثتك بهما!
قلت: لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم.
فقال: كنت هاربا من بني مروان، وكنت أدور البلدان أتقرب إلى الناس بحب علي وفضائله وكانوا يؤونني ويطعمونني....) (4).

(4) الحديث طويل لا يحتمله المقام، فمن أراده فليراجع مناقبي ابن المغازلي والخوارزمي المطبوعين غير مرة.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست