مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٢٢٩
هو ابن بزيع؟ أو البرمكي القمي - وقم من الري - فيقال الرازي أيضا؟ أو البندقي النيشابوري؟ أو مشترك؟
ويبعد ابن بزيع:
1 - ببعد الطبقة، لأن ابن يعقوب يروي عنه في كتابه بواسطة أو واسطتين، وثلاث.
2 - وباطراد تجريد محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه ابن يعقوب مشافهة عن قيد (ابن بزيع) في جميع رواياته عنه.
وكونه اتفاقيا بعيد.
3 - ولزوم التقارض، لأن في ترجمة الفضل بن شاذان أنه يروي عن ابن بزيع.
4 - وبأنه لو كان هو ابن بزيع لكان قد أدرك خمسة أئمة عليهم السلام، لكونه من أصحاب الكاظم عليه السلام، وهي مزية عظيمة تتوفر دواعي الرواة على نقلها.
5 - وللزم أن ينقل ابن يعقوب عنه بعض ما رواه عن الأئمة عليهم السلام مشافهة، لتكون بينه وبين الكاظم عليه السلام واسطة واحدة، لوفور الرغبة في علو الإسناد، والواقع خلاف ذلك.
هذا، وأنت خبير بأن هذه الاستيحاشات والاستبعادات التي تتراءى منهم في باب التقارض، مما لا أرى له وجها فإنه كما تشتد الحاجة إلى رواية أحد المعاصرين عن الآخر إما مشافهة وإما بالواسطة، فكذا تشتد الحاجة إلى أن يتقارض المتعاصران في الروايات، هذا بالنسبة إلى المقارضة.
ولا تتوهم أن لازم مقالنا أن حمل محمد بن إسماعيل على ابن بزيع مما لا غائلة فيه، فإن ذلك الحمل مما يكفي في رده ما ذكر من الوجوه.
وقال بعضهم: في صحة هذا السند قول لأن في لقاء الكليني لابن بزيع إشكالا، فتضعف الرواية لجهالة الواسطة، وإن كان كلاهما مرضيين معظمين.
وظن ظان أن قضية التعليق كما تدفع الحمل على النيشابوري البندقي، فكذا تدفع الحمل على البرمكي، وقد صرح به بعضهم.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست