مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٧٦
وليمحص ما في قلوبكم، ولتتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخل قرية إلا من بابها، فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم، قال الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " وفرض عليكم لأوليائه حقوقا، فأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثمرة، وليعلم هن يطيعه منكم بالغيب، وقال الله تبارك وتعالى (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فاعلموا أن من يبخل فإنما يبخل على نفسه، إن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين " (125).
ورواه الكشي في رجاله ضمن توقيع مبسوط، قال: حكى بعض الثقات بنيسابور أنه فرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد توقيع: " يا إسحاق بن إسماعيل، سترنا الله وإياك بستره، وتولاك غي جميع أمورك بصنعه، قد فهمت كتابك رحمك الله... إلى أن قال -: فإن تمام النعمة دخولك الجنة ". الخبر.
وفي ختامه يأمره الإمام بإيصال الخبر إلى عدة من وكلائه، ثم يقول: " وعليك يا إسحاق وعلى جميع موالي السلام كثيرا... فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا، والذي يقبض من موالينا، وكل من أمكنك من موالينا فاقرأهم هذا الكتاب، وينسخه من أراد منهم نسخه إن شاء الله تعالى، ولا يكتم أمر هذا عمن يشاهده من موالينا، إلا من شيطان نحالف لكم، فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير، ولا كرامة لهم. " الخبر (176).

(١٧٥) علل الشرائع: ج ١ باب 182، ح 6.
(176) رجال الكشي رقم (1088).
ثم إن الشيخ - قدس سره - رواه بسند آخر إلى الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال [كذا]:
حدثنا الحسن بن علي صلوات الله... وذكر الخبر وفي ذيله: وسمعت [عن] جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " خلقت من نور الله عز وجل، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبيهم من نورهم، وسائر الخلق في النار ".
أقول: الظاهر وقوع التحريف في هذا الخبر، ويشهد له أن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري - وهو من أصحاب العسكري - لا يروي عن الصادق مباشرة في مضافا إلى أن رواية علي بن محمد - وهو شيخ الكليني (المتوفى 329) - عن الصادق بواسطة واحدة في غاية الاستبعاد. والمظنون وقوع الخلط بين خبرين، أحدهما:
ما في الذيل، فهو المروي عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام - وهذا الذيل غير موجود في نقل الكشي أيضا - والثاني: ما ذكرناه في المتن، فإنه من توقيع الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست